نكون أو لا نكون" شعار يرفعه لاعبي المنتخب المصري عندما يواجهون في الثانية ظهر اليوم التماسيح الزامبية، في محاولة أخيرة لإنقاذ تاريخ هذا الجيل الذي قد تحرمه البداية المتذبذبة في مشوار التصفيات من الظهور في المونديال العالمي للأبد.
أبناء "المُعلم" حسن شحاتة يسعون لضرب الزامبيين بكل قوة في عقر دارهم بملعب "كونكولا" للثأر من نتيجة التعادل الذي حققها الفريقان بملعب القاهرة الدولي في بداية مشوار التصفيات النهائية، في محاولة لإحياء آمالهم في التأهل لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا.
المنتخب المصري يحتل وصافة المجموعة الثالثة بالتصفيات برصيد سبع نقاط من أربع مباريات، بعد تعادل إيجابي بهدف أمام زامبيا، وخسارة مذلة بثلاثة أهداف لهدف أمام الجزائر وفوزين متتاليين أمام رواندا بالقاهرة وكيجالي بثلاثة أهداف وهدف علي الترتيب.
ثلاث نقاط يحصدها المنتخب المصري أمام نظيره الزامبي كفيلة بتجديد الآمال، خاصة وأن المرحلة الأخيرة من التصفيات يواجه فيها الفراعنة منتخب الأخضر الجزائري بستاد القاهرة الدولي الملقب بملعب "الرعب" وسط 80 ألف مشجع، وأي نتيجة في مباراة اليوم سوي الفوز تعني ببساطة إنهاء حلم 80 مليون مصري في رؤية لاعبيهم في المونديال العالمي.
أبو تريكة ورفاقة يحملون علي عاتقهم مسئولية كبيرة تجاه أنفسهم أولاً، باعتبار أن التأهل لكأس العالم هو الشئ الوحيد الذي لم يحققه هذا الجيل بعد فوزهم بلقب كأس الأمم الإفريقية في نسختيها الماضيتين 2006 بالقاهرة و 2008 بغانا، والظهور المشرف بكاس العالم للقارات والتي أقيمت بجنوب إفريقيا يونيو الماضي، ثم تجاه الشعب المصري الذي عاني كثيراً لرؤية منتخب بلاده وسط نجوم العالم دون جدوي.
حسن شحاته المدير الفني للمنتخب المصري يسعي هو الآخر لمواصلة إنجازاته وألقابه، فهو الذي حقق وجهازه الفني أغلي الإنتصارات في مباريات كثيرة أبرزها مباريات فريقه ضد عتاولة إفريقيا الكاميرون وكوت ديفوار، فيما حقق إنتصاراً هو الأبرز في تاريخ الرياضة المصرية أمام إيطاليا بطل العالم في كأس العالم للقارات والتي أقيمت مؤخراً بجنوب إفريقيا، بينما حصد لقبي إفريقيا مرتين متتاليتين في إنجاز يصعب تكراره.
شحاته أعد العُدة جيداً لمباراة اليوم، فقد ضم عناصر هي الأبرز في تاريخ الرياضة المصرية المعاصرة، وهي الأكثر تحقيقاً للإنجازات مع أنديتها ومنتخب بلادها.
وحسب التقارير الواردة من هناك، فمن المقرر أن يدفع شحاته بتشكيل مكون من الحضري في حراسة المرمي، وخط دفاع صلب يقوده هاني سعيد ووائل جمعة وأحمد فتحي، وشريف عبد الفضيل وسيد معوض، وخط وسط يتكون من قائد الفريق أحمد حسن برفقة حسني عبد ربة ومحمد حمص، وأخيراً عمرو زكي وأبو تريكة في خط الهجوم.
ولا يفوتنا أن نقول إن80 مليون مصري يتضرعون إلي الله بالدعاء في هذه الساعات لمنتخب الساجدين، يطلبون من الله عز وجل ألا يحرمهم مشاهدة نجومهم وسط نجوم العالم الصيف المقبل بجنوب إفريقيا.
علي الجانب الآخر يسعي الفرنسي هيرفي رينارد المدير الفني للمنتخب الزامبي إلي التأهل لكأس الأمم الإفريقية –أنجولا 2010- بعد تعقد موقفه من التأهل للمونديال العالمي لتوقف رصيد نقاطه عند الرقم أربعة.
رينارد استعد جيداً بالتصريحات النارية والمناورات التكتيكية، قبل أن يستدعي كل محترفيه في محاولة للحفاظ علي آماله بالتأهل لكأس إفريقيا، ولم لا.. وهو الذي تعادل مع أبطال القارة الإفريقية في عقر دارهم إيجابياً بهدف لكل فريق في مباراة كان فريقه الأقرب لحصد نقاطها الثلاث.
مفترق طرق إذن يقف فيه لاعبي المنتخب المصري وجهازهم الفني، فهل يواصلون صناعة تاريخ جديد لهم وللكرة المصرية، أم أن الحلم الزامبي بالتواجد في كأس الأمم الإفريقية سيقف عائقاً في طريقهم، كل السيناريوهات واردة في مباراة اليوم الذي يديرها الحكم التوجولي كاكو جاوبي.