شــيكابالا طفل الزمالك المتمرد

شيكابالا هو اللاعب الوحيد ربما فى تاريخ نادى الزمالك الذي نستطيع أن نقول عليه ابن النادي,, فنادى الزمالك هو بيته الحقيقي منذ ان كان عمره لا يتجاوز الثانية عشر, طفل صغير اختطف من بين أفراد أسرته بصعيد مصر ليسكن أسفل مدرجات النادي في غرف خصصت للناشئين الوافدين من خارج القاهرة.

ظل شيكابالا يسكن أسفل مدرجات النادي حتى بعد أن أصبح نجما كبيرا وهو لم يتعد السادسة عشر كأحد أهم المواهب المصرية في السنوات العشر الأخيرة, كان ولاء شيكا بالا للنادي الذي تربى بين جدرانه,, وولاء النادي لنجم له مستقبل كبير سيعود على النادي بفائدة كبيرة خصوصا وان احترافه مسألة وقت فموهبته الكبيرة تتيح له اللعب بأكبر الفرق العالمية.
لم تفطن إدارة النادي انه بعد ذيوع اسم شيكابالا في الملاعب المصرية للتعامل معه بالشكل الذي يتوافق مع موهبته الكبيرة وقدراته بالملعب ليلجأ لليونان للعب بها محترفا كخطوة أولى للاحتراف العالمي.

عند عودة شيكابالا لمصر كان الاختبار الحقيقي لمدى علاقته ببيته الذي تربى فيه, فرغم مفاوضات النادي الأهلي معه والتي أوشكت على الانتهاء وتم الإعلان عن انضمامه فعلا ,, لم يتراجع لحظة واحدة عن التوقيع للزمالك فور الاتصال به , رغم انه لم يحظ بالاهتمام الواجب إلا بعد إعلان الأهلي عن المفاوضات معه.

لكن السؤال الآن هل كل ذلك يغفر لشيكابالا سلوكه المتكرر الخشن مع جمهور الزمالك, الحقيقة كل ذلك لا يغفر له, خصوصا إذا كان ذلك جزء من سلوكياته المتكررة والمعتادة ,, أو نتيجة لعدم ولائه للبيت الذي تربى فيه ولكن قد يغفر له نظرة متكاملة لعلاقة شيكابالا بنادي الزمالك .

ما يحدث من شيكابالا فى الحقيقة ليس إلا ظاهرة من ظواهر إخفاقات كثيرة لنادى الزمالك و المستمرة منذ أربع سنوات تقريبا, تحديدا بعد أن ذهبنا للمطار لحمل السيد كبرال على أكتافنا,, ليعود بنا للخلف عدة سنوات لنظل نعانى منذ تلك الفترة ولم نحاول مرة واحدة الاقتراب من الأسباب الحقيقية التي أدت إلى كل هذه الإخفاقات والتى لم تحدث في تاريخ الزمالك ولاشك أن شيكابالا ليس هو السبب الوحيد فى كل ذلك.

أربع سنوات لم يعد أداء اللاعب بالملعب هو الأساس فى استمرار العلاقة معه, بل هذا طيب وهذا أخلاق وذلك يبكى تأثرا عند ذكر نادى الزمالك, وهذا يسهر الليل بطوله من فرط عشقه للزمالك يغنى وبحبك يا زمالك فنسرع فى تجديد التعاقد معهم بأرقام لا تقل عن ستة أصفار, ولا يخلو أبدا تشكيل اى مباراة منهم ويجرى تغيير معظم خطوط الفريق ولا احد يقترب منهم فهم عاشقي الزمالك الحقيقيين وهم أبنائه المخلصين, والمشكلة أن كل ذلك العشق لا يترجم بالملعب فهم يفتقدون للمهارات الأساسية لكرة القدم وغاية ما يجيدونه قد يؤهلهم لاحتلال مسارح القاهرة.

إذا نظرنا لما فعله شيكابلا من تصرف وقتي وفردي فى لحظات معينة وعلى ضوء حجم موهبته الكبيرة وحجم عطائه بالملعب لوجدنا ان ما حدث لا يستحق كل هذا الجدل خصوصا من هؤلاء الذين يهمهم جدا ابتعاد شيكابالا عن صفوف الفريق فالتصرف فردى صحيح انه تكرر ولكنه فى النهاية تصرف وليد ظروف وضغوط معينة أهمها أن الفريق كله في حالة إخفاق كامل وليس شيكابالا فقط , ثم ان شيكابالا ضبط يوما يبكى بالمدرجات حزنا على أداء الفريق بالملعب فلماذا نتوقف هنا ولا نتوقف هناك.

لا أستطيع أن ألوم المتفرج الذي قام بسب اللاعب فالمتفرج مثله مثل شيكابالا مثل الجميع فى حالة انعدام وزن,, وهو ما يجب أن نضعه في الاعتبار عند مواجهة هذه ألازمة فليس صحيحا ان التنكيل بشيكابلا وإبعاده عن الملاعب سيخرج الفريق من أزمته , , ثم أن ابتعاد شيكابالا عن الملعب هو حلم آخرين ليس بينهم مشجع واحد من مشجعي الزمالك, بل ربما تمر أيام قليلة ونجد هذا المشجع الذي قام بسب شيكابالا يحمله على الأعناق.

فى النهاية أقول لشيكابالا ان عليه أن ينظر للخلف ويرى إذا ما كان حجم إنجازه بالملاعب يليق بقدراته الفنية والبدنية الكبيرة والنادرة بالملاعب أم لا؟؟!!, وهل عليه أن يعيد حسابات كثيرة لمستقبله فالعمر يتسرب من بين يديه ,,وعطاء اللاعب بالملاعب متصل وليس على حلقات كما قد يظن ولعل أمام الجميع نموذج فذ للاعب الكرة ممثل في حسام حسن ليقتدوا به ,,,
لا يصح أبدا أن نساوى بين لاعب فضل اللعب للفريق رغم حجم موهبته ورغبة أندية كثيرة فى التعاقد معه, وبين لاعب عاري تماما من الموهبة احترف تسويق الوهم والكذب مع بداية كل موسم بإطلاق الشائعات حول رغبة أندية عالمية في التعاقد معه .